السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته متابعي مدونة محترف التسويق، اليوم
سنكمل معكم سلسلة 22 قانون في التسويق حيث تناولنا سابقا كيف تكون قائد في السوق عن طريق
أن تكون الأول، أيضا تناولنا كيف تكون القائد والأول في السوق بالرغم من وجود قائد
سبقك عن طريق خلق تصنيف جديد أما اليوم سنتناول في القانون الثالث (قانون
الذهن) كيف تكون الأول في أذهان العملاء على أن تكون الأول في السوق.
قانون الذهن The Law of the Mind
من الأفضل أن تكون الأول في ذهن الناس على
أن تكون الأول في السوق
It’s better to
be first in the mind, than to be first in the market place
يعتبر هذا القانون من بين القوانين المهمة في التسويق لما له من دور كبير
في التركيز على العملاء وهم أساس ربحية المؤسسة، حيث أن الشركة إذا ما حققت المكانة
الأولى في أذهان العملاء ستكتسب حصة كبيرة في السوق. كمثال على ذلك نجد
الشركة العالمية والمختصة في صناعة أجهزة الكمبيوتر IBM لم تكن هي
الأولى في السوق، لكن بفضل مجهوداتها التسويقية المكثفة استطاعت أن تنال المرتبة
الأولى في أذهان الناس.
هل تعلم بأنك لو أردت أن تغير اتجاهات أو انطباعات العملاء الذين لديهم
ولاء قوي عن علامة ما يعتبر مضيعة وقت، وبالتالي عليك أن
تفكر في كيفية منافسة أذهان العملاء والاستيلاء عليها بدلا من أن تتحدى
منتجات منافسيك وذلك عن طريق قيامك بإلصاق صفة تميزك عن باقي المنافسين في أذهان
العملاء.
يمكنك أن تقول أن سيارة مرسيدس هي الأفضل والأجود والاسرع والأجمل
وغيرها من الصفات، لكن لو لاحظنا أن شركة مرسيدس تركز دائما على صفة معينة
وهي الفخامة لذا ما نستنتجه أنه يجب عليك كمسوق ناجح أن تختار صفة جديدة
تميزك عن منافسيك وتقوم بترسيخها في أذهان العملاء.
لما شركة معينة تريد أن تكون الأولى في أذهان العملاء هذا سيكلفها
الكثير من الأموال لعمل العديد من الحملات التسويقية حتى تصل لهذا الهدف وبالتالي
البعض منكم سيراوده سؤال " الآن قد أصبحت
الشركة الأولى في أذهان العملاء، ماذا بعد؟ " هنا
كل ما يجب عليها فعله أن تستمر في انفاق الأموال وعمل حملات تسويقية جديدة في كل
مرة حتى يصعب على الناس نسيانها.
كمثال على هذا لما تريد البحث عن معلومة معينة فستختار محرك البحث جوجل،
والمثير في الأمر أن كلمة جوجل GooGle قد دخلت بالفعل ضمن قاموس أوكسفورد
Oxford عام 2006 تحت معنى البحث
عن المعلومات، هل استوعبت هذا؟ لم تصل جوجل GooGle لهذه
المرحلة هكذا فقط بل سعت لبناء صورتها الذهنية بثبات واستمرارية حتى
وصلت لهذه المرحلة من القوة.
" عليك أن تعلم أن العملاء في معظم الأوقات لا يشترون المنتجات بسبب
الجودة والمواصفات، وإنما لأن هذه المنتجات من انتاج هذه الشركات "
فأنت لا تشتري حذاء نايكي Nike لأنه حذاء
خفيف ومريح وجذاب وذو جودة (كل هذا غلاف خارجي فقط) بل ستقوم بشرائه لأنه
من صنع هذه العلامة من صنع شركة نايكي Nike (وهذا هو الجوهر الصورة الذهنية) التي
قامت بترسيخها في عقلك.
الآن أنا أعلم أنك ستقول " هل المشترون لا يهتمون بخصائص وجودة
المنتج؟ وهل عليهم أن يشتروا لأن الصورة الذهنية قوية؟ دعني أوضح لك الأمر، إن
العملاء سيشترون منتجات كوكا كولا Coca Cola لأنها الرقم
1 في الأذهان وأيضا لأنهم يعلمون في أنفسهم بأن كل منتجات كوكا
كولا Coca Cola ذات جودة ونوعية.
في الأخير يمكننا القول بأن أي مؤسسة إذا أرادت التألق وأن تكون الأولى في
مجال نشاطها، يجب عليها في البداية أن تستحوذ على أذهان المستهلكين وهو
أساس هذا القانون.