ومنه نستنتج أن التسويق العصبي يعتمد
على الأساليب العلمية لدراسة سلوك المستهلك ومعرفة احتياجاته الحقيقية عن طريق
مخاطبة دماغه.
يرجع ظهور التسويق العصبي إلى سنة 1979
بعد قيام شركات أمريكية ذات علامات مشهورة بإجراء دراسات باستعمال أجهزة EEG (Electro
Encéphalographie)، وتم الوصول إلى نتائج تفيد بأن الإشهار
يؤثر على الأنشطة الدماغية، وكلما كانت العلامة التجارية مسجلة بالدماغ كلما زاد
هذا النشاط الدماغي تأثرا بالإشهار.
ومن هنا بدأ التساؤل: كيف يتأثر كل جزء
من الدماغ بالإشهارات؟
كان الجواب سنة 1990 بفضل (Rothshild
& Hyun) بعد
اكتشافه بأن العلامة الأكثر تسجيلا لدى المستهلك تقوم بتنشيط الجزء الأيسر من
الدماغ بعد الثانية الأولىى من المشاهدة، ثم ثم الجزء الأيمن بعد لحظات من ذلك.
التسويق العصبي يعتبر الناتج التجاري
لفرع البحث الطبي الجديد المعروف باسم علم الأعصاب المعرفي (Cognitine
Roscience) والذي ظهر في
أواخر التسعينات وولد بجامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كان
البروفيسور جيرالد زالتمان ومساعديه يقومون بإجراء بعض الأبحاث من خلال مسح وتصوير
عقول بعض الأشخاص من أجل الشركات الكبرى.
و ابتداءا من سنة 2000 بدأت الشركات
الأمريكية الكبرى باستعمال هذا النوع من الدراسات في مجال التسويق، ومن بين هذه
الشركات نذكر: (Coca-Cola)، (Pepsi)، (IBM)، (Apple)، (MC-Donald’s).
أما حاليا فإن قائد هذه الأبحاث هو
جامعة ايموري بالولايات المتحدة بالتعاون مع شركة برايت هاوس.
قامت مؤسسة كومرشيال ألرت، وهي مؤسسة
تحارب تحويل المجتمع الأمريكي إلى مجتمع تجاري استهلاكي-في أوائل ديسمبر 2003- إلى
إرسال خطاب رسمي إلى المركز الأمريكي للحماية من التجارب التي تجري على الإنسان،
يطالبون فيه بالتحقيق في آليات البحث في جامعة ايموري، وما إذا كانت تلك الأبحاث تخالف بالقوانين الفيدرالية التي
تحدد المعايير المختلفة للأبحاث التي تجرى على الإنسان.
يقول جوناثان مورينو رئيس الجمعية
الأمريكية للأخلاقيات الطبية والإنسانية " إن هذا نوع من تشويه علاقة السوق بين
المنتج والمستهلك".
استدل هذا التعليق لما ينتج عن استعمال
التسويق العصبي الذي يعتبر وسيلة سهلة تدفع الناس لشراء منتجات غير صحية قد تنتج
عنها زيادة في الوزن، زيادة شرب الخمور أو التدخين لما له من تأثير كبير على
سلوك المستهلك.
في حين يقول ريتشارد جليه بوار المستشار
القانوني لمراكز أخلاقيات الحرية المعرفية بدافيس، كاليفورنيا " إن التسويقيين حاولوا إثارة العقل
الباطن بمنتجاتهمم طوال هذا العقد، أما التسويق العصبي فيبدو أنه اقترب جدا من
استخدام التكنولوجيا لقهر المستهلكين".
يمكنك تحميل التطبيق الرسمي لمدونة محترف التسويق من هنا: تحميل
-----------------------------------
تابعنا عبر صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي
-----------------------------------