الجودة

هل تعلم ما هي الجودة؟ ومتى ظهر هذا المصطلح؟

موضوع الجودة Quality له جذور تاريخية ضاربة في القدم، منذ وجود الإنسان على وجه المعمورة، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أقدم اهتمام بالجودة يرجع إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد في الحضارة البابلية بالعراق، إبان حكم حمورابي الذي سطر أولى القوانين التي أولت الجودة والإتقان في العمل أهمية خاصة، فمثلا لو طبيب أخطأ فإنه يعاقب بمثل الخطأ الذي ارتكبه بهدف التقليل من الأخطاء والرفع من كفاءة الأداء.

 وتشير نفس الأبحاث إلى أنه في القرن الخامس عشر قبل الميلاد أكد الفراعنة على وجود الجودة في بناء المعابد، وفي تشييد الأهرامات التي ما تزال شاهدة على ذلك إلى اليوم. وفي عهد الإسلام، نجد هناك تركيز كبير على العمل بالجودة عن طريق مباديء عديدة منها <<إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه>> وكذلك <<فمن غشنا فليس منا>> مع قيام الثورة الصناعية (العصر الحديث) وما نتج عنها من ضخامة في الإنتاج، بدأ الإهتمام بتطبيق أساليب التفتيش ووضع المواصفات لتحقيق الجودة في المنتجات.

الجودة مجال شيق وجميل اشتهرت به اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وتفننت عن طريق استعمالها لنظرية الكايزن التي تهدف إلى التحسين المستمر.

الآن ماهي الجودة؟

يعتبر مفهوم الجودة من المفاهيم التي يعتريها بعض الغموض ويختلف مفهومها من سياق لآخر، وقد تطرق إليها الباحثون من أكثر من زاوية، وهذا ما أدى إلى تنوع وتعدد التعاريف الخاصة بهذا المفهوم.  

1/ تعاريف بعض رواد الجودة

أرماند فيجنباوم Aemand Figenbaum

عرف الجودة على أنها <<الناتج الكلي للمنتج جراء دمج خصائص نشاطات التسويق والهندسة والتصنيع والصيانة والتي تمكن من تلبية حاجات ورغبات الزبون>>

نستنتج من هذا التعريف أنه ربط مفهوم الجودة بمدى تلبية المنتج لرغبات وحاجات الزبون، ولتحقيق الجودة لابد من وجود تكامل وتناسق بين مختلف أنشطة المؤسسة.

فيليب كروسبي Philip Crosby

عرف الجودة على أنها <<المطابقة مع المواصفات>> 

يشير هذا التعريف إلى أن جودة المنتج تنحصر في مدى مطابقته مع المعاييرالموضوعة (مبدأ صفر عيب).

جوزيف جوران Joseph Juran

عرف الجودة على أنها <<مدى ملائمة المنتج للإستخدام>>

والمقصود في هذا التعريف، مدى قدرة المنتج على تقديم الشيء الذي يريده الزبون منه.

كما بين جوران أن الملائمة للإستخدام تعتمد على توفر خمسة أبعاد أساسية:

جودة التصميم، جودة المطابقة للمواصفات، أن تكون السلعة متاحة، سلامة الحصول على السلعة، صلاحية أداء المنتج في ميدان الإستعمال.

إيشيكاوا Ishikawa

عرف الجودة على أنها <<القابلية على إشباع الزبون>>

ما يلاحظ على هذا التعريف أنه ركز على الزبون وضرورة تلبية احتياجاته.

فيشر Fisher

عرف الجودة على أنها << درجة التألق والتميز وكون الأداء ممتاز أو كون خصائص المنتج ممتازة عند مقارنتها مع المعايير الموضوعة من منظور المؤسسة أو من منظور الزبون>>

يتبين لنا من خلال هذا التعريف، أن جودة المنتج تكمن في مدى تطابق خصائصه مع المعايير الموضوعة من قبل المؤسسة أو مع حاجات الزبائن.

2/ تعاريف الجمعيات والمنظمات الخاصة بالجودة

الجمعية الأمريكية لرقابة الجودة ASQC

عرف الجودة على أنها <<مجموعة من المميزات والخصائص للسلعة أو الخدمة التي تجعلها قادرة على تلبية حاجات الزبائن>>

نستنتج من هذا التعريف مدى تلبية خصائص المنتج لاحتياجات الزبائن. 

المؤسسة الأوروبية للجودة EOQ

عرف الجودة على أنها <<مجموعة من الصفات التي يتميز بها منتج معين، تحدد قدراته على تلبية متطلبات المستهلكين>>

الجمعية الفرنسية للمواصفات القياسية AFNOR

عرف الجودة على أنها <<قابلية منتوج لإشباع متطلبات المستعملين الضمنية والصريحة>>

ركز هذا التعريف على ضرورة تحديد متطلبات الزبائن الضمنية والصريحة، وترجمتها إلى مواصفات التي تبنى عليها عملية التصميم والإنتاج لإشباع رغبات الزبون.

المنظمة الدولية للمعايير وفقا للمواصفة ISO 9000 (إصدار 2000)

عرف الجودة على أنها <<قابلية مجموعة من الخصائص الجوهرية لمنتج، نظام، سيرورة على إرضاء متطلبات الزبائن وباقي الأطراف المعنية>>

يبين لنا هذا التعريف، أن مفهوم الجودة لا يقتصر فقط على الجوانب التقنية للمنتج، وإنما يشمل مختلف مكونات نظام المؤسسة والتي تتفاعل فيما بينها لتلبية متطلبات الزبائن.

دعونا نتفق على أن كل التعاريف المتعلقة بالجودة مكملة لبعضها البعض، فهي أوجه متعددة لعملة واحدة.

أترككم الآن مع التعليق الذي ذكره ديمنج عميد الجودة حينما سئل عن مفهوم الجودة؟

فأجاب بأنه لا يعرف، وهذا أكبر دليل على عدم وجود تعريف موحد للجودة.

يمكنك تحميل التطبيق الرسمي لمدونة محترف التسويق من هنا: تحميل

-----------------------------------

تابعنا عبر صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي

-----------------------------------

فيسبوك

تويتر

جوجل بلس